كيف يمكن أن نحمي بيئتنا من البلاستيك؟

عند تداولك الحديث مع أحد خبراء التلوث البيئي بأي قارة من قارات العالم سينتهي بكما الأمر لا محالة لنقاش المواد البلاستيكية و تأثيرها على الحياة بكوكبنا الأزرق، هذه المواد التي تعد سبباً من أسباب التلوث يمكن تصنيفها كأحد أعند المواد و أكثرها مقاومة لعوامل الإذابة الطبيعية، نسبة إلى دراسة تم نشرها بالملتقى الاقتصادي العالمي تحتاج قارورة مياه بلاستيكية من الحجم الصغير 400 سنة لتذوب بشكل كامل متأثرة بملوحة مياه المحيطات، و هي فترة طويلة نسبياً إذا ما قورنت بقارورة بذات الحجم من الألمنيوم و التي تكون بحاجة لنصف تلك الفترة (200 سنة) لتذوب و تتحلل بشكل كامل.

بالفترة الأخيرة و مع إنتشار الفكر التوعوي المناصر للبيئة بالملتقيات الدولية أقدمت العديد من المؤسسات العالمية العملاقة على تقليل إستخدامها للمواد البلاستيكية بهدف التقليل من التلوث البيئي المصاحب لها، بالولايات المتحدة على سبيل المثال أعلنت ستارباكس نيتها الاستغناء عن الأعواد البلاستيكية التي تستخدم للشرب بشكل نهائي مع حلول عام 2020، و بالناحية الأخرى من كوكب الأرض و تحديداً بقارة أوقيانوسيا بدأت أكبر مجموعة سوبر ماركت أسترالية (كولز) بسحب الأكياس البلاستيكية المجانية مجبرةً زبائنها على شراء الأكياس البلاستيكية بهدف الحد من إستخدامها، أما الجارة نيوزلندا فقد ذهبت لما هو أبعد من ذلك بإعلان وزيرة خارجيتها الشابة ياسيندا أرديرن نية بلادها منع إستخدام الأكياس البلاستيكية بشكل نهائي مع نهاية عام 2019 و هي خطوة جريئة للغاية ذكرت أرديرن أنها تهدف للحد مما أسمته بالتلوث البلاستيكي الذي يهدد الحياة الفطرية بالمحيطات نسبة لتصريح نقلته صحيفة إنديبيندينت البريطانية.

بالمملكة العربية السعودية لا يخفى عليكم بأننا من أكثر الشعوب على مستوى العالم إستخداماً للأكياس و المواد البلاستيكية، و لا نزال نتخطى المتوسط العالمي لإستخدام الأكياس البلاستيكية بـ 20٪ نسبة لتقرير نشره الإتحاد الأوربي بعام 2016، التوعية من هذا المنظور مهمة جداً حيث أن الإستخدام المبالغ به يتسبب بآثار فعلية لا يمكن إنكارها للبيئة من حولنا، عمليات إعادة تهيئة المواد البلاستيكية إزدهرت بالمملكة خلال الأعوام القليلة الماضية غير أن مستوى التوعية لعامة الناس لا يزال تحت السقف المنشود، عندما يستخدم الفرد من 20 إلى 40 كليوغرام من الأكياس البلاستيكية كل عام فهذا يعني بالضرورة ما يمكن تصويره بجبال من الأكياس البلاستيكية المتراكمة جنباً إلى جنب، و هي صورة مخيفة و مقلقة لكل من يهمه أمر البيئة من حولنا.

الإستغناء عن الأكياس و غيرها من المواد و المركبات البلاستيكية لا يعد بالأمر الصعب، فالبدائل موجودة و سهلة و أكثر نجاعة من ناحية الإستخدام، إن كنا سنستثمر للمحافظة على بيئتنا فالنستثمر بالتوعية أولاً لأن التغيير يأتي منا نحن قبل أن تسنه القوانين واجبة النفاذ كما يحدث اليوم بـ نيوزلندا على سبيل المثال، السؤال هنا هل وصلنا إلى مرحلة يمكن بها أن نعتمد على مستوى ثقافتنا لنحدث تغييراً جذرياً بمجتمعنا نحافظ به على البيئة من حولنا؟ أم أننا لا نزال بحاجة إلى عصى ترشدنا إلى أي إتجاهٍ نسير؟

 

5 comments

  1. أستاذ محمد سلمت يمناك ، بالفعل نحن جميعاً نعاني من التلوث و يجدر بنا تقديم مجهود اكبر للمحافظة على بيئتنا نظيفة

    أتمنى منك زيارة ملتقانا على الدوام لنستفيد من الحوارات الشيقة ، تحية

    Like

  2. التلوث مشكلة تلازمنا للأسف و لابد ان نغير اُسلوب حياتنا لنتماشى مع المحافظة على البيئة

    شكرًا على طرحك محمد

    Like

  3. لازلت عند وجهة نظري بأنك بخيل جدا بالكتابة يا محمد 🙂

    مع انك من الاقلام القليلة التي تستحق القراءة!

    لا تطول غيابك عنا لو سمحت

    Like

Leave a comment