تأثير كورونا المستجد على الاقتصاد و سبل تحقيق الاستدامة

علامات مؤلمة من الماضي و صور قاتمة غير واضحة من المستقبل، أنين الاقتصاد العالمي غطى قارات العالم كافة من شواطىء قولد كوست الذهبية بشرق أستراليا و حتى شواطئ ولاية كاليفورنيا غرب الولايات المتحدة، أنين سمعه و أحس به جميع البشر بلا استثناء، فالحياة لم تعد على طبيعتها كما عهدوها، بل لم نشهد على أرض هذا الكوكب تأثرًا اقتصاديًا مشابهًا بالقرن الماضي، لا الحمى الإسبانية عام 1918 و لا الحربين العالمية الأولى و الثانية و لا الأزمة الاقتصادية العالمية عام 2008، لا شئ يمكن تشبيهه بكورونا المستجد كوفيد 19 و الشرح واضح و بسيط، حيث لم يسبق للإنسان و أن اتصل مع أخيه الإنسان بقارات العالم المختلفة إلى هذه الدرجة من ذي قبل، ما يوجع الصين بات موجعًا للجميع و العكس صحيح، و على العالم أجمع أن يتعامل مع هذه الجائحة بفكر واحد و قلب واحد لتحقيق الهدف المنشود.

الاقتصاد العالمي اليوم يعيش حالة جديدة غير معهوده و متغيرات لم يحسب لها حساب، قطاعات كثيرة تضررت أشد الضرر منها الطيران و السياحة و الفندقة و الخدمات اللوجستية و التجارة الحرة و الأطعمة و المشروبات و القائمة تطول، قطاعات أخرى نمت بشكل غير مسبوق منها العمل عن بعد و الصيدليات و الخدمات الطبية و التعليم عن بعد و الأهم من هذا كله التجارة الإلكترونية التي يتخصص بها محدثكم، كل شيء بات مربوطًا بالإنترنت، تجارتك، معاملاتك، نقل أموالك، مشاهدة البرامج، شرائك لاحتياجاتك اليومية، كل شئ بات مربوطًا بامتلاكك لإتصال إنترنت و توفر منصات و متاجر إلكترونية قادرة على توصيل احتياجاتك لك أينما كنت، هذه الجائحة ستغير من طريقة تسوق المستهلك إلى الأبد، كما أنها ستغير من نظرة التجار للطريقة المثلى للتسويق و عرض البضائع كذلك، كنت شخصيًا أتمنى أن تنمو لدينا ثقافة التجارة الإلكترونية بموضع مختلف و بظروف مختلفة، لكن كان ما قد كان و علينا جميعًا أن نتأقلم مع الوضع الراهن كما هو.

الجانب الآخر من هذه الجائحة و هو جانب استشفيته من تعاملي مع التجار بالسوق المحلية مرتبط أكثر بسبل الوقاية من الضرر و تحقيق الاستدامة في ظل جائحة كورونا، و من هذا المنطلق يمكن تقديم النصائح التالية:
1- إبحث عن طرق جديدة و مبتكرة للتسويق، فطريقة تلقي و تفكير المستهلك قد إختلفت بشكل نسبي.
2- خفض نفقات التشغيل قدر الإمكان.
3- إحرص على الاستمرار بالبيع، حتى و إن اضطررت لتقديم تخفيضات أو تنازلات.
4- قلل من المصروفات قدر الإمكان.
5- صارح موظفيك بوضعك المالي و حاول التوصل لاتفاق عادل لتأجيل دفع المستحقات حتى يتسنى لك ذلك في حالة تعذر الدفع.
6- فكر بالطريقة المثلى لاستمرارية عمل المؤسسة و أترك التفكير بالأرباح فهذا ليس بالوقت المناسب لذلك.
7- ابتعد عن الهرمية التقليدية و إعتمد اللامركزية باتخاذ القرار عنوانًا للمرحلة القادمة.
8- إحرص على رضى و سعادة موظفيك، فمن دون ذلك لن تكون هنالك إنتاجية و لن تسير الأعمال وفق الخطط الموضوعة.
9- ضع بحسبانك أسوأ سيناريو متوقع لوضع السوق لتبني استراتيجيتك بناءًا عليه.

و الأهم من كل ما سبق و على صعيد إنساني، تفائل أولاً، و تفائل ثانيًا، و تفائل ثالثًا، فتفاؤلك سينعكس على من حولك بتجارتك و مجتمعك و بيتك، فهذه الضائقة مؤقتة و ستزول بإذن الله، فاحرص كل الحرص على أن تتجاوزها بأقل ضرر ممكن.

1 comment

  1. شكرًا على هذا الإثراء أستاذ محمد

    المؤسسات الصغيرة باتت تعاني بشكل كبير و بالفعل تطبيق النصائح التي ذكرتها مهم جدا بالمرحلة القادمة

    Like

Leave a Reply

Fill in your details below or click an icon to log in:

WordPress.com Logo

You are commenting using your WordPress.com account. Log Out /  Change )

Facebook photo

You are commenting using your Facebook account. Log Out /  Change )

Connecting to %s

%d bloggers like this: